أغامر .....
أطلق حروفي إليك .... كنجمة أرهقها طول السفر ... ولكن هل تنجوا حروفي من أيدي الشيوخ وقوات الأمن في بلادي .... لا أدري
أغامر ... أطلق هذه الرسالة إليك .... كعصفور يحاول أن يغمد ريشته في فيروز السماء ولكني لا ادري هل يصل هذا العصفور وهو يحمل هذا الفيروز إلى أستار نافذتك ؟!
لا ادري ... حقا لا ادري ... فقوات الأمن في بلادي تغتال براعم الحب قبل أن تتفتح .... تذبح حروف الحب كما تذبح خراف العيد وخراف السياسة .... وتنشأ أجهزه لمكافحة الحرية .....وتلقى القبض على كل شخص حاول أن يمارس الحب دون الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية
والشيوخ في بلادي تحرم علينا مصافحة النساء حتى لا ننقض الوضوء وتغضب علينا السماء .... تحارب الجمال إن وجد .... تعشق الكهوف المظلمة وتخشى شروق الشموس آيا كانت الشموس ... شمس الحب أو مس الحرية عند الشيوخ سواء .... فالحب والثورة والمرأة والحرية كلها مفردات لا محل لها من الإعراب عند الشيوخ في بلادي .
ولكني سأغامر واكتب إليك رغم إرهاب المدينة التي ترفض أن يزورها الربيع .... سأكتب وانضم بإرادتي إلى طوابير المجانين في وطني اللذين يحملون جنين الحرية في أحشائهم وفي ذاكرتهم .
ليتني أستطيع أن لا أكتب إليك .... ولكن ليس لي خيار فالحب والحرية هما شهيقي وزفيري .... لا اقدر أن اهرب منهما انهما أمامي وورائي وفي ردائي .... انهما كلون عيوني بل انهما الحزن الذي يسكن حروفي ولا أستطيع أن أهرب منهما انهما قدري .
وقدرك أنت هو أن تكوني حبيبتي في وطن لا يعرف الحب ولا يعترف بالحر يه ... في وطن ما زال يلهوا كالطفل فوق شواطئ الثورة ويخشى أن تصل الأمواج أليه
انه قدرك يا حبيبتي ولا حيلة لكِ أيضا باختياره .