حبيبتى والشتاء

حـبـيـبـتي
يـا رفـيـقـة الـنـجـوم
وسـيـدة الـمـسـاء
يـا صـديـقـة الـشـمـس
وأمـيـرة الـنـهـار
الـيـوم رسـمـنـا بـخـيـوط الـيـاسـمـيـن
وجـة الـنـهـار ...
بـهـمـسـات مـثـل قـبـلات الـعـصـافـيـر
و تـبـادلـنـا الـنـجـوى والـفـرح
وولـيـنـا وجـهـنـا ..
شـطـر للـحـب ... وشـطـر للـنـهار

( 2 )

 تـحـيـة لأمـيـرة الـنهـار
الـتـى جـاءت
وأخـرجـتـنـي مـن قـلـب الـجـدار
مـثـلـمـا يـخـرج اللـؤلـؤ
مـن قـلـب الـمـحـار
وقـلـنـا ... وحـكـيـنـا .. وتـنـاجـيـنـا
مـن كـلـمـات الـشـوق
زرعـنـا الـمـسـاء
حـدائـق بـرق
وجـاءت الأمـطـار
وأشـعـلـت الـجـوانـح
بـمـشـاعـل الـضـوء الـقـادم
مـن أزهـار الـنـهـار
فـصـار الـكـون بـحـراً
نـهـراً ... قـمـراً ... نـجـومـاًًً...
ظـلالاً ... ونـخـيـلا
وضـوءاً جـمـيـلا

                                        ( 3 ) 

حـبـيـبـتـي
أمـرتـنـي الـنـجـوم
بـإنـتـظـار الـمـوعـد الـجـمـيـل
الـوعـد الـجـمـيـل
الـقـادم مـن زمـن الـرحـيـل
أمـرتـنـي الـنـجـوم بـالإمـتـثـال للـحـب
عـنـد الـمـفـاجـأه
مـثـل  حـبـات الـمـطـر
فـأشـعـلـت ضـوء الـقـمـر
تـحـيـة ... وحـبـاً
للـنـهـار الـذى جـاء بـالـجـمـر
فـي قـلـب الـشـتـاء
تـحـيـة لأمـطـار الـقـمـر
الـتـي جـاءت تـغـزل الـنـار
مـن خـيـوط الـوجـد

 
( 4 ) 

 
حـبـيـبـتـى ....
هـذا الـمـسـاء .... هـذا الـمـسـاء
الـحـب جـعـل سـمـائـي قـريـبـة
هـذا الـمـسـاء
فـمـدت يـدي أقـطـف
من حـدائـق الـسـمـاء نـجـمـة
أحـبـهـا ... أعـرف أسـمـهـا
بـيـن الـنـجـوم لا أعـرف لـهـا أسـمـاء
كـانـت الـنـجـمـة الـحـلـم
قـادمـة مـن زمـن الـعـشـق
وأيـام الـشـمـس ...
وريـاح الـقـمـر ...
وأعـاصـيـر الـهـوى ...
وعـواصـف الـعـواطـف ...
بـالـحـلـم وأشـواق اللـقـاء
وكـل فـاكـهـة الـشـتـاء ...

 
( 5 )
حـبـيـبـتى ...
لا أسـتـطـيـع أن أقـول
إنـى قـبـلك لا شـيـئ
ولـكـنـي أقـول
أنـكِ الآن كـل شـيـئ
وأنـك الـحـب
فـى كـل الـمـواسـم والـفـصـول
وأنـك كـل مـفـردات الـجـمـل
والـكـلام الـجـمـيـل
فـأنـتِ الـسـهـر ... واللـيـل
وأنـتِ الـقـمـر ... والـنـجـوم ... والـشـعـر
وبـريـق الـشـوق والـمـطـر
والـهـوى الـسـاكـن
فـي أعـمـاق نـهـر الـعـطــر
أنـت ِعـروس الـمـسـاء
ودفء الشـتـاء
أنـتِ الـفـرح وكـل شـيـئ

 
( 6 )
حـبـيـبـتـى ...
لاأعـرف لـمـاذا كـان لـقـائـنـا الأخـيـر
يـساوي كـل الأشـيــاء
           فـلمـا سـألـتـك ... لـمـاذا أنـتِ رائـعـه هـذا الـمـسـاء
كـان الـجـواب ... هـكـذا  أنـا فـى الـشـتـاء

زهرة النسيان

أدمـنـت فـي عيـنـيـك غـربـتـي
أدمـنـت لـحـن الـحـب فـي الـوجـدان
حـيـنـاً أذكـر مـقـبـرتـي
وحـيـنـاً أصـيـغ الـلـحـن كـالـفـنـان
أهـواك ... يـا عـمـري ... ويـا قـدري
لـم أدري إن الـحـب كـالـعـصـيـان
يـا قـلـعـة لـلـحـب أخــاف أفـقـدهـا
كـيـف الـسـبـيـل لـسـحـرك الـفـنـان
عـيـنـاك ... تـبـنـيـنـي ... وتـدفـعـنـي
وتـعـود تـجـمـعـني بـكـل حـنـان
أتـري بـكـيـت حـيـن قـيـل لـك
إنـي أسـرت بـحـلـة الـفـرسـان
إنـي أعـتـنـقـت هـزيـمـتـي خـوفـاً
إنـي رمـيـت الـسـيـف فـي الـمـيـدان
يـا مـن تـنـاديـنـي بـفـارسـهـا
لا تـتعـجـبـي  ... فـيـداي تـرتـعـشـان
فـلـكـم أتـانـي الـطـيـر مـكـتـئـبـاً
يـشـكـو إلـيِّ الـزعـر فـي الأغـــصـان
فـي مـعـقـل الأمـال سـيـدتـي
لا تـسـألـيـنـي عـن الـمـيـلاد والـعـنـوان
قـد صـرت مـغـتـربـاً بـلا سفر
وأمـوت فـي جـلـدي ... كـمـا الـزوبـان
قد صـرت لا أحـلام لا مـعـنـى
أكـفـن الـكـلـمـات فـي الأوزان
قـد صـرت مـشـغـولاً بـمـعـصـيـتـي
قـد صـرت مـحـتـلاً كـمـا الأوطـان
رحـمـاك قـدري  ...
فـمـا أنا مـذنـب ....
ومـا كـنـت أرجـو مـن سـواكِ أمـان
قـد جـئـت يـا حـبـيـبـتـي لـبابـك
أشـكـو إلـيـك مـرارة الـحـرمـان
يـا أيـهـا الـوجـه ... الـمـغـادر دلـنـي
مـاذا تـرى ... أاصـابـنـي الـهـذيـان
فـلـتـأتـنـي  إن شــئــت بــلــقــاءكِ
أو بـخـلاصـة مـن ذهـرة الـنـسـيـان

لا تـلـمـنـي ..

 
بأقدام تعاديها الرمال
فارقتني
وإعتلت عرش الخيال
ألقت الأحلام من أعماقى
ثم عادت فى أسى ..
رغم الجمال

***************
كان حلما أو خيالا ... أو جنون
حين قالت " دون نطق " بالعيون
إنني قد جئيت ليلى ... 
أنشد الحب
الذى تحيا لزكراه السنون

***************
عيناها - نبض لأحلام الأسير
عيناها - تدعوك للبحر الكبير
ما الذى يعنيه حلم "قد أتى "
من بعد أن فر المصير

*****************
ذات يوما قالها جدى الحكيم
إن قيسا ... قد باع أيام النعيم
دون أن يرجو الثمن
قد صار حيا بيننا
هل كان فى العهد القديم ..؟

***************
وسرى حزناً فى الوجه المنير
اترك الأيام تدفع ... أو تغير
وأدفع الأحلام فى أعماقها
كى ترتقى حيناً
وحيناّ تستجير

*****************
أيها المصباح .. يا حلم الطيور
أيها السفاح فى ليل الدهور
هل تناجى طائر الليل الحزين
كى تغرق الأحلام
فى ينبوع نور

*************
يا شراعاً قد تناداه الرحيل
فجاء الصوت من خلف السبيل
لم تعدو خلف أسراب الجوى ..؟
فى فرحه الأيام ... تشتاق العويل

************

بيننا يا فتنتي...
جبل الحدود ...
بيننا موج تمادى فى الصعود
ليس للحب شراعاً
ليس للقلب قلاعاً
نحن نمضى فى قيود

****************
لا تلمنى
إن بدا الإعراض منى
لا تلمنى ...
إن نزعت الحب عنى
أو توارى صوت قلبى
فى سكون ... خلف قلبى
لاتلمنى ... لا تلمنى

مـقـالـة خـارجـة عـلـى الـقـانون

العنوان : انفجر في راسي عندما امسكت بالقلم .. فرحت بالعنوان جدا .... ولكن من المؤكد ان رجال الامن لن يفرحوا به .

فعلاقتي بالقانون لم تكن يوما طيبة .

فانا منذ الصغر لا استلطفه واشعر انه لا يستلطفني .

القانون في وطني يحمل لي معنى واحداً وهو " الممنوع " او " المعلبات " ممنوع النقاش ممنوع الحوار ممنوع الاحلام ممنوع الافكار .

رغم اني من خريجة كلية الحقوق ... واحمل شهادة ليسانس في القانون واعمل بالمحاماه ... ولكن لم ارى نفسي محاميا جيدا الا عن الحرية والمرأة .

فالخروج عن القانون ليس حاله عابره تعتريني ولا هوايه قديمة عندي فارجوا الا يخيفكم عنوان هذه المقالة التي اعود بها للكتابة في الصحافة مرة اخرى وامتضي جواد الجنون مرة اخري .. فلا يمكن ان يعمل بالكتابة

في وطني الا مجنونا او انتحاري .

فالخروج عن القانون يعني لي مقاطعة جميع انواع المعلبات ...

المعلبات الفكرية ... والسياسية والايدلوجية .. والطائفية والقبلية

فلم يعد لدينا افكاراً جديدة ولا كتابات جديدة ولا بطولات جديدة .

كل حياتنا قائمة على المعلبات

فمن علبه نستخرج برلمانا ودستوراً ..ومن علبة نستخرج قائداً او زعيماً ونسميه معتصماً او فاتحاً او حاكما بامر الله او بامر جماعته

فبغير الخروج على القانون لا توجد فكرة جديدة او قصيدة جديدة او إمراة جديدة ... او ثورة ناجحة

فلكي تكون القصيدة ناجحة يجب ان تتجاوز كل الكلام الذي قلناه

ولكي تكون المرأة رائعة يجب ان تلغي كل النساء قبلها

واخيرا لكي تكون الثوره ناجحة يجب ان تكسر كل المعلبات التي قبلها 

الـشـعـر يـعـتـذر

بـأسـم الـشـعـر يـا سـيـدتـى
أقـدم لـك الإعـتـذار
بـإسـم الـنـغـم والألـحـان
أنـقـل لـكِ
عـجـز الأوتـار
بـأسـم الـمـعـانـى والـحـروف والـجـمـل
أنـعـى لـكِ ... انـتـحـار الأقـلام

( 2 )

فـكـيـف لـشـاعـر مـثـلـى
أن يـصـف
امـرأه
يـسـكـن بـيـن يـديـهـا الـقـمـر
وكـيـف لـحـرف مـسـكـيـن
أن يـصـور
مـا احـتـارت فـيـه
مـلايـيـن الـصـور
وكـيـف لـعـيـنـى الـعـاجـزه
أن تـرى
- مـا لا يـدرك -
للـبـصـيـره ولا الـبـصـر
وكـيـف للـغـة مـحـدوده
تـتـحـدث عـنـكِ
وأمـام عـيـنـيـك
كـل اللـغـات تـنـدثـر
وكـيـف لـسـحـابـه عـابـره
أن تـحـمـل اللـؤلـؤ
وتـنـسـى أن تـحـمـل الـمـطـر
وكـيـف لـشـجـرة وحـيـده
يـنـمـو عـلـيـهـا
- فـى كـل الـمـواسـم -
مـلايـيـن الـثـمـر
وكـيـف لـبـحـر ثـائـر
يـتـرك الأمـواج
ليـبـحـث فـي عـيـنـك عن الـجـزر
وكـيـف لـسـنـبـلـة مـسـكـيـنـه
أن تـهـجـر الـقـمـح
وأمـام طـول شـعـرك
تـتـغـنـى و تـفـتـخـر

( 3 )

يـا امـرأه
إن أنـهـار الـعـسـل
تـنـقـط مـن شـفـتـيـك
نـقـطـه ... نـقـطـه
وتـسـيـل الـقـصـائـد
أمـام عـيـنـيـكِ
جـمـلـة ... جـمـلـة
وقـصـيـدة ... قـصـيـده
ويـرن صـوتـك
كـل صـبـاح
كـنـاقـوس كـنـيـسـة
فـيـكـفـى وجـودكِ
حـتـى لا يـشـعـر الـوقـت
 بـوجـود الـزمـان
يـكـفـى وجـودك
حـتـى يـضـيـق الـمـكـان
مـن الـمـكـان
تـكـفـي نـظـرة واحـده
- مـن عـيـنـيـك -
حـتـى يـبـدأ اللـيـل
فـي الـمـهـرجـان
يـكـفـى لـمـسـة
- مـن يـديـك -
حـتـى يـدخـل
 الـبـشـر جـمـيـعـاً
لـبـلاد الـسـحـر ومـدن الـجـان
يـا امـرأه
ألا يـكـفـيـكِ
 كـل مـا جـاء فـي كـتـب الـشـعـر
مـنـذ ألـوف الـسـنـيـن
وكـل مـا جـاء فـي كـتـب الـعـشـق والـعـاشـقـيـن
ـ  مـا سـطـر -
فـي كـتـب الـمـاء والـورد والـيـاسـمـيـن

( 4 )

يـا سـيـدتـى
مـاذا أقـول لـكِ
والأرض لـكـي تـدور
بـحـاجـة إلـيـكِ
والـسـحـاب حـتـى يـمـطـر
بـحـاجـه إلـيـك
والـفـراشـه حـتـى تـتـعـلـم الـطـيـران
والألـوان حـتـى تـتـعـلـم الـرسـم
والـنـبـع حـتـى يـتـفـجـر
والـشـجـر
 - حـتـى يـتـعـلـم -
كـيـف يـتـذوق الـثـمـر
والـبـحـر حـتـى يـتـعـلـم
أن يـقـرأ الـشـعـر
بـحـاجـه إلـيـكِ

( 5)

فـبـأسـم الـشـعـر والـشـعـراء
أقـدم لـعـيـنـيـك الإعـتـذار
بـأسـم الـطـبـيـعـة والـغـابـات
والـمـاء والـسـمـاء والأشـجـار
فـكـل مـن سـافـر
فـى عـيـنـيـكِ
يـا سـيـدتـى
مـقـطـوعـه عـنـه الأخـبـار
وكـل مـن حـاول
 الـوصـول إلـى شـفـتـيـكِ
يـعـود لـيـشـكـو قـسـوة الـنـار
وكـل مـن حـاول
أن يـقـول عـنـك الـشـعـر
عـاد يـحـكـى
عـن كـذب الأشـعـار
فـأعـذريـنـا جـمـيـعـاً
فـى مـحـاولـة وصـفـك
يـا أجـمـل آيـات
الـواحـد الـقـهـار

رسـالـة إلـى امـرأة

أغامر .....

أطلق حروفي إليك .... كنجمة أرهقها طول السفر ... ولكن هل تنجوا حروفي من أيدي الشيوخ وقوات الأمن في بلادي .... لا أدري 

أغامر ... أطلق هذه الرسالة إليك .... كعصفور يحاول أن يغمد ريشته في فيروز السماء ولكني لا ادري هل يصل هذا  العصفور وهو يحمل هذا الفيروز إلى أستار نافذتك ؟!

لا ادري  ... حقا لا ادري ... فقوات  الأمن في بلادي تغتال  براعم الحب قبل أن تتفتح .... تذبح  حروف الحب كما تذبح خراف العيد وخراف السياسة .... وتنشأ أجهزه لمكافحة الحرية .....وتلقى القبض على كل شخص حاول أن يمارس الحب دون الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية

والشيوخ في بلادي تحرم علينا مصافحة النساء حتى لا ننقض الوضوء وتغضب علينا السماء .... تحارب الجمال إن وجد .... تعشق الكهوف المظلمة وتخشى شروق الشموس آيا كانت الشموس ... شمس الحب أو مس الحرية عند الشيوخ سواء .... فالحب والثورة والمرأة والحرية كلها مفردات لا محل لها من الإعراب عند الشيوخ في بلادي .

ولكني سأغامر واكتب إليك رغم إرهاب المدينة التي ترفض أن يزورها الربيع ....  سأكتب وانضم بإرادتي إلى طوابير المجانين في وطني اللذين يحملون جنين الحرية في أحشائهم وفي ذاكرتهم .

ليتني أستطيع أن لا أكتب إليك .... ولكن ليس لي خيار فالحب والحرية هما شهيقي وزفيري .... لا اقدر أن اهرب منهما انهما أمامي وورائي وفي ردائي .... انهما كلون عيوني بل انهما  الحزن الذي يسكن حروفي ولا أستطيع أن أهرب منهما انهما قدري .

وقدرك أنت هو أن تكوني حبيبتي في  وطن لا يعرف الحب ولا يعترف بالحر يه ... في وطن ما زال يلهوا كالطفل فوق شواطئ الثورة ويخشى أن تصل الأمواج أليه

 انه قدرك يا حبيبتي ولا حيلة لكِ أيضا باختياره .

أصــداء صـوتــكِ

فـي صـدى صـوتـك
حـكـايـات
وكـلام طـويـل
فـهـل تـسـمـح سـيـدتـى
بـرسم هـذا الـكـلام الـجـمـيـل

( 2 )

فـي صـوتـك تـراث مـن الـشـعـر
والـمـواويـل
تـمـتـد عـبـر قـرونـاً مـن الـزمـان
فـهـل تـسـمـحـيـن
بـأن أدون هـذا الـتـراث الأصـيـل

( 3)

فـي صـدى صـوتـك
إحـتـارت الأشـيـاء
مـا بـيـن
الـتـرانـيـم والـدعـاء
والـشـمـع والـعـسـل
والـمـاء
وصــوت الخيول
والـهـديـل

    ( 4)

دعـيـنـي أعـانـق الـصـدى
للـحـظـات
وأكـتـب شـيـئـاً مـن الـشـعـر
وأخـذ شـيـئـاً مـن الـذات
قـبـل وصـول سـاعـة الـرحـيـل

( 5)

دعـيـنـي أسـجـل أشـكـال
دعـيـنـي أدون أسـمـاء
دعـيـنـي أتـخـيـل
أشـيـاءً وأشـيـاء
تـلـيـق بـشـكـل صـوتـك
بـعـمـق صـوتـك
بـصـمـت صـوتـك
بـأنـوثـة الـضـحـكـات
وقـت الأصـيـل
دعـيـنـي
أرسـم مـا إحـتـارت فـيـه
خـطـوط الـمـسـتـحـيـل

 
 

   ( 6)

وهـل تـسـمـحـيـن
بـأن أغـفـو قـلـيـلاً
عـلـى أنـغـام الـبـيـانـو
فـمـا بـقـى مـن عـمـري
- يـا أحـلـى مـا فـي عـمـري -
إلا الـقـلـيـل

( 7)

 

مـن إيـقـاعـات صـوتـك
تتـولـد مـدن الـدهـشـه والـجـنـون
وتـراقـص الـفـراشـات الـمـلـونـه الـطـيـور
ويـغـرد قـلـبـى فـى اللـيـل
ويـغاذل خـيـوط الـنـور
ويـنـادى عـلـى الـفـجـر
بـهـمـس هـزيـل

( 8)

فـى صـوتـك الـهـامـس
جـزر تتـخـلـق مـن نـور
ومـوسـيـقـى نـجـوم خـافـتـه
وجـنـيـه تـرقـص كـل مـسـاء
عـلـى أنـغـام زهـور ....
ويـبـدأ مـهـرجـان وأكـلـيـل

 
 

 ( 9 ) 

صـوتـك ... آه صـوتـك
الـهـامـس فـى أعـمـاقـى
أصـداء حـنـيـن وحـنـان
ذابـت مـن لـهـفـة أشـواقـى
وبـقـايـا مـن لـهـب ونـيـران
إشـتـعـلـت فـيـهـا أحـداقـي
فـي سـفـر طـويـل ... طـويـل

( 10)

صـوتـك
الـقـادم مـن زمـن الـحـب
كـنـسـمـة الـنـقـاء
كـمـطـر الـهـمس الـمـضـئ
كـطـوفـان فـرح
كـإرتـعـاشـات لـهـفـة
أه صـوتـك ... آه صـوتـك
انــصـت يـا قـلـمـي
إلـى الـمـعـجـزه
قـلـبـي يـصـمـت
وصـوتـك يـدق .. يـدق
فـأهلاُ بـالـمـوت الـجـمـيـل
أهـلاً بـالـجـنـون الـجـمـيـل
أهـلاً بـالـحـب الـجـمـيـل

الـكتـابـة فـوق صـفـحـات جـسـمـك

الـورقة بـيـضـاء
والـنـجـوم مـثـل حـبـات الـكـرز
والـطـقس شـتـاء
وأنـا فـي الـفـضـاء
أتـذوق حـلـيـب الـنـجـوم
وأقـطـف فـاكـهـة الإسـتـواء
أنـا فـي الأعـالـى
وبـحـر الـحـريـر
دون انـتـهـاء
وشـلال الـحـلـيـب
دون انـتـهـاء
يـحاصـرنـي ثـلـج أبـيـض
مـن كـل إتـجـاة
أذوب قـلـيـلاً
أدوخ قـلـيلاً
وابـقـى رغـم الـثـلـوج
صـديـق الـشـتـاء

 
( 2 )

أيـن نـهـايـة هـذا الـحـريـر
أيـن نـهـايـة هـذا الـحـلـيـب
وهـل مـن نـهـايـة لـهـذا الـفـضـاء
أعـلـم ان الـرحـلـة صـعـبـة
ولـكـنـى رغـم الـصـعـاب
لـن أتـراجـع للـوراء
فـأيـن نـهـايـة هـذا الـبـيـاض
فـوق جـزيـرة الـنـشـوه
- حـيـث تـنـمـو حـقـول الـقـطـن -
عـنـد خـط الاسـتـواء
فـهـنـا الـحـب
يـعـرف قـدرة
والـشـعـر يـعـذف وزنـة
والـحـزن يـنـفـصـل عـن حـزنـة
وتـشـرب الـنـشوة دون ارتـواء
وأنـا أتـنـقـل
بـيـن الـرخـام الأبـيـض
وبـيـن حـقـول اللـهـب
وبـيـن غـريـر الـمـاء
كـيـف أصـدق
بـإنـي صـعـدت فـى لـحـظـه
إلـى سـقـف الـسـمـاء
وأسـيـر مـثـل الـريـح
فـى الـهـواء
وإنـى رأيـت الـذى لا يـرى
شـمـسـاًُ تـلـمـع
وقـمـراًُ يـرقـص فـي الـفـضـاء
مـطـراً مـن الـفـضـه الـبـيـضـاء
وكـيـف أصـدق
إنـى - ولأول مـره -
أكـتـب شـعـراً
بـخـيـوط الـغـيـوم
فـوق خـط الأسـتـواء
 

( 3 )

سـأكـتـب عـلـى جـسـمـك
بـكـل كـبـريـاء
أنـتِ حـبـيـبـتـى
دون كـل الـنـسـاء

الـخـروج عـن الـمـألـوف

تـعـبـت مـن الـكـلام الـمـعـاد
تـعـبـت مـن الـشـعـر الـمـعـاد
والـغـزل الـتـقـلـيـدي الـمـعـاد
والـجـلـوس كـل مـسـاء
مـع قـيـس بـن الـمـلـوح
وجـمـيـل وأبـى الـعـلاء
وبـاقـى أعـضـاء
نـادى الـحـب الـعـذري
والـشـعـر الـعـذري
ووصـف الـحـب مـن الـهـواء
تـعـبـت مـن أكـاذيـب الـشـعـراء
وعـشـاق الـسـفـر
لـمـديـنـة أفـلاطـون
الـعـائـمـة فـوق الـمـاء

 
أريـد الخورج مـعـكِ
  عن المألوف
 وعن الموروث
وأكـتـبـك بـطـريـقـه أخـرى
كـطـريـقـه الـمـجـانـيـن
وأصـحـاب الـكـرامـات
سـأضـع الأحـمـر بـجـوار الأبـيـض
وأمـزج الألـوان
ربـمـا أصـنـع مـنـكِ
ثـروة مـن اللـوحـات
لا تـوجـد فـي مـتـاحـف الـدنـيـا
ولـم تـنـشـر مـن قـبـل
لا فـي الـصـحـف
ولا فـي الـمـجـلات
 سـأخـتـرعـك
مـن خـلاصـة الـزهـور
كـمـا يـفـعـل بـائـع الـعـطـور
كـمـا يـفـعـل الـنـحـل فـي الـغـابـات
سـأجـمـعـك قـطـعـه ... قـطـعـه
مـن أعـالـى الـبـحـار
ومـن نـجـوم الـفـضـاء
 

سـأكـتـب عـنـكِ
لا
سـأكـتـبـك أنـتِ
فـأنـتِ الـكـلام الـذى لا يـعـاد
والـشـعـر الـذى لا يـعـاد
والـغـزل الـذى لا يـعـاد
وأنـتِ إحـسـاس الإحـسـاس
ولـتـرحـل
 أشـعـار جـمـيـل و بـن الـمـلـوح
وكـل مـن حـاول
أن يـفـصـل الـحـب
عـن الـحـواس

كـونـي مـوتـي الأخـيـر

أنـا مـثـلـك يـا سـيـدتـي
أبـحـث عـن تـجـربـة تـقـتـلـنـي
فـكـونـي مـوتـى الـجـمـيـل
فـقـد يـجـعـل الـمـوت مـنـى
سـلـطـانـاً عـلـى الـعـالـمـيـن
وقـد يـجـعـل الـمـوت مـنـكِ
زهـرة فـل
أو حـديـقـة يـاسـمـيـن

( 2 )

أنـا أحـبـك
رغـم إنـي مـحـاصـر
 بـكـل ريـاح الـحـزن والـضـجـر
أنـا أحـبـك
رغـم أن الـربـيـع فـارقـنـا
وتـبـكـى الأرض
- مـن بـعــدة -
عـلـى الـثـمـر
أنـا أحـبـك
والأشـجـار يـابـسـة
ولـمـوكـب الأمـطـار
كـم الاشـجـار
تـنـتـظـر
و حـقـول الـقـطـن
فـوق جـسـمـك
مـازلـت
بـنـار الـعـشـق تـخـتـمـر
فـدعـيـنـى
عـسـى أن أروى الـعـطـش
عـلـى ثـغـرك
فـمـنـذ مـتـى
وثـغـرك يـنـادى عـلـى الـمـطـر
ودعـيـنـى أراقـص
أنـوثـتـك كـل لـيـلـة
عـلـى أنـغـام الـقـيـثـار والـوتـر
ودعـيـنـى
 أخـرج مـا فـى بـحـارك
مـن جـواهـر
ومـن درر
ممـن نـخـاف
والـعـاشـق الـخـالـد
هـو مـن يـحـيـى لـيـنـتـحـر

( 3 )

فـكـونـي مـوتـى الأخـيـر
كـونـي مـوتـى الـجـمـيـل
يـا امـرأة
  لـيـس لـهـا
عـلـى الأرض بـديـل
يـا هـضـاب مـن الـقـطـن
يـا نـهـر مـن الـسـكـر
وبـسـتـان ظـل ... ونـخـيـل
كـونـى مـوتـى الـجـمـيـل
فـعـنـدمـا تـدق طـبـول الـشـوق
لا يـهـم الـعـاشـق
أن كـان قـاتـلاً
أو كـان الـقـتـيـل

كـفـاكِ تـمـثـيـل

كـفـاكِ تـمـثـيـل
كـفـاكِ تـضـلـيـل
كـفـاكِ تـعـلـيـل
وإجـمـعـي ثـيـابـكٍ الـصـارخـة الألـوان
ولـمـلـمـي ضـحـكـتـكِ
الـتـى تـقـطـر أنـوثـة وحـنـان
وشـعـرك الـطـويـل الـمـجـنـون
الـمـتـطـايـر فـي كـل مـكـان
وإنـصـرفـي
فـلـسـت أنـا
مـن يـقـبـل بـدور الـبـديـل
فـكـفـاكِ تـمـثـيـل

 
( 2 )

يـا امـرأه
مـن قـال لـكِ
إن حـرفـى مـن أدوات الـتـجـمـيـل
فـكـلـمـاتـى تـأبـى
أن تـوضـع عـلـى صـدر امـرأه
بـغـرض الـتـجـمـيـل
ومـن قـال لـكِ
أنـي سـأجـمـع الـحـروف
مـن تـحـت سـنـابـل
شـعـرك الـطـويـل
فـهـذا شـيء
مـسـتـحـيـل ... مـسـتـحـيـل
فـمـن عـشـق الـحرف
صـدقـاً ... وأمـانـة
لا يـرضـى أبـدا
أن يـكـون
مـهـرج الـسـلـطـانـة
مـسـتـحـيـل ... يـا امـرأه
مـسـتـحـيـل
 

( 3 )

لـسـت أنـا يـا سـيـدتـى
لـسـت أنـا
مـن يـسـيـر فـى طـابـور عـشـاقـك
كـالـقـطـيـع
ولـسـت أنـا مـن يـقـبـل
بـدور الـحـمـل الـوديـع
ولا أسـتـطـيـع
أبـحـثـى عـن رجـل آخـر
قـد يــصـلـح
لأدوار الإزلال
والـمـوت مـع الـصـقـيـع
فـكـفـاكِ تـمـثـيـل
 

( 4 )

يـا امـرأه
أن حـروفي لـن تـكـون يـومـاً
شـمـعـة فـي ضـجـيـج سـهـراتـك
ولا مـوسـيـقـى شـعـرى
تـنـاسـب ذيـف حـفـلاتـك
ولا أقـوالـي
تـصـلـح أن تـكـون يـومـاً
مـن هـوايـتـك
فـكـفـاكِ تـمـثـيـل
وأبـحـثـى عـن آخـر
يـرضـى نـزواتـك
وانـصـرفـى
فـأنـا آخـر رجـلا فـي الـدنـيـا
يـقـبـل أن يـكـون
بـطـلاً فـي إحـدى روايـاتـك
وإسـمـحـي لـي أن أخـرج
مـن كـل حـسـابـاتـك
وأقـدم إسـتـقـالـتـى
مـن جـحـيـمـك ...
ومـن جـنـاتـك
كـفـاكِ تـمـثـيـل
كـفـاكِ تـمـثـيـل
يـا امـرأة لا تـصـلـح
إلا ...
لأدوار الـتـضـلـيـل

أمـيرة الـمـسـاء

 

سـأشـهـد أمـام الـعـالـمـيـن
بـأنـك آخـر زهـره
فـي حـديـقـة الـيـاسـمـين
وأنـك فـى لـحـظـه كـالـبـرق
تـخـتـصـريـن
كـل أزمـان الـحـنـيـن
فـأنـتِ آخـر مـا وصـل
 الـيـه الـشـعـر
وأعـذب مـا أنـتـهـت الـيـه
أنـات الـعـاشـقـيـن

( 2 ) 
 

سـأشـهـد بـأنـك تـجـمـعـيـن
كـل طـبـائـع الـطـيـور
وكـل أشـكـال الـزهـور
وكـل أسـمـاء الـنـستاء
يـا امـرأه
تـشـكـل الـحـروف عـلـى شـكـل قـمـر
وتـرسـم الـسـطـور
كـخـيـوط مـن نـور
وتــقــطـف الأشـعـار
مـن أعـالـى الـشـجـر

( 3 ) 
 
فـكـل الـشـكـر لـكِ يـا سـيـدتـى
بـأسـم مـلايـيـن الـمـجـانـيـن
مـن الـشـعـراء
بـأسـم الـمـسـاكـيـن
والـدراويـش
والـفـقـراء

( 4 )
 
يـا امـرأه لا تـسـمـى
وتـتـعـاظـم عـلـى كـل الـتـسـمـيـات
دعـيـنـى أراقـب
 كـيـف بـثـغـرك
تـنـتـشـر الـحـضـارات
يا سـيـده كـل الـسـيـدات
مـاذا فـعـلـتِ بـالأشـيـاء
فـالـشـمس مـا عـادت تـشـرق
والـبـدر مـا عـاد يـلـمـع
والـحـزن مـا عـاد يـحـزن
والـشـعـر تـنـكـر لـحـروف الـهـجـاء
فـكـل الأشـيـاء
تـنـتـظـر الآن الأشـاره
مـن أمـيـره الـمـسـاء

( 5 ) 

يـا سـيـدة كـل الـسـيدات
دعـيـنـى أراقـب
- عـن قـرب -
كـيـف بـيـن شـفـتـيـكِ
يـمـر خـطـ الأسـتـواء
دعـيـنـى أراقـب
كـيـف بـلـمـسـة مـن يـديـك
يـشـتـعـل الـجـمـر
مـن قـلـب الـمـاء
دعـيـنـي أراقـب يـا سـيـدتـى
ويـا سـيـدة الـمـسـاء
كـيـف الـنـجـوم تـخـطـف لـكِ الأقـمـار
مـن حـضـن الـسـمـاء
دعـيـنـى أفـسـر
- مـا لا يـفـسـر -
وأتـوهـم إنـي مـلـكـت بـقـربـك
كـل الأشـيـاء