الأماني تنتحر

وكـالـعـاده
عـدت يـا قـلـبـي
مـن رحـلـة الـحـب
بـعـد طـول الـسـفـر
كـطـفـل ضـائـع
مـحـطـم
تـقـذفـة الـريـاح
وينعاه الـمـطـر
وتتـلاعـب بـه
 الـوحـده الـجـوفـاء
وأشـبـاح الـضـجـر
فـلا زهـر فـي أحـداقـي
ولا حـيـاة ... ولا ثـمـر
ولا تـرى عـيـنـي فـي الأفـق
لا نـجـمـة ...
ولا قـمـر
كـأن كـل الـوجـود
تـحـول فـي لـحـظـة
إلـى حـجـر فـوق حـجـر
وكـل الأمـانـى
فـي غـابـة الـيـأس
الآن تـنـتـحـر

بلسان إنوثتكِ

لـو تتـحـدثـيـن
لـدقـيـقـة واحـدة ...
أو لـدقـيـقـتـيـن
بـلـسـان أنـوثـتـك الـمـبـيـن
لـو تـقـبـلـيـن دعـوتـى
للـسـفـر خـلـف أحـلام الـسـنـيـن
لـو تـقـبـلـيـن  
( 2 )
أنـا أحـبـك
فـأطـلـقـى الـعـنـان لـجـنـونـكِ
كـي يـعـبـر عـن نـفـسـة
ويـدخـلـنـى بـلاد الـعـاشـقـيـن
( 3 )
أطـلـقـى الـعـنـان لأحـلامـك
كـي تـدور حـول الـقـمـر
وحـول الـشـمـس
وحـول الأرض
وحـولـي مـلاييـن الـسـنـيـن
( 4 )
أعـطـي لـجــسـمـك الـحـق
فـي أن يـقـول مـا يـشـاء
ويـخـتـار مـا يـشـاء
ويـقـرأ مـا يـشـاء
مـن أشـعـار الـحـنـيـن
( 5 )

 

أعـطـي لـعـيـنـيـكِ الـفـرصـة
حـتـى تـغـرقـنـي بـأمـطـار الـفـيـروز
والـرغـبـة
وتـروى عـطـش الـسـنـيـن
( 6 )
أطـلـقـى لـوجـهـكِ الـمـضــئ الـعـنـان
كـي يـسـكـرنـي
ويـغـسـلـنـى بـفـضـتـة
وأتـلـو فـى حـضـرتـة
بـعـض مـا جـاء فـي كـتـاب الـيـاسـمـيـن
( 7 )
أمـنـحـي شـَـعـرك فـرصـة
حـتـى يـعـلـم اللـيـل
كـيـف يـكـون الـسـواد
أنـشـودة صـدق ... وأنـيـن
( 8 )
أطـلـقـى لـثـغـركِ الـعـنـان
كـي يـغـمـر الـدنـيـا
بـالـعـسـل ... والـشـهـد
والـتـفـاح ... والـورد
والـيـاسـمـيـن

( 9 )
أطـلـقـى الـعـنـان لـعـطـركِ
حـتـى يـعـبـر عـن إحـسـاسـة
بـكـل كـبـريـاء ... وتـطـرف
فـالـعـطـر للـنـسـاء دائـمـاً ...
يـقـيـن
( 10 )
أعـطـي لـنـهـدكِ الـحـق
حـتـى يـصـرخ كـمـا يـشـاء
ويـثـور كـمـا يـشـاء
ويـخـرج كـمـا يـشـاء
ويـدخـل كـمـا يـشـاء
فـي بـلاد الـمـتـحـضـريـن

( 11 )

 

أنـا أحـبـك
آه لـو تتـحـدثـيـن
بـلـسـان أنـوثـتـك الـمـبـيـن
كـل اللـغـات أمـامـي الآن كـاذبـة
كـل الأشـعـار كـاذبـة
كـل الـبـلاغـة كـاذبـة
لـو تـعـلـمـيـن
كـل الـكـلام
أمـام كـلام أنـوثـتـك
وقـت ضـائـع
وأهـانـة للـعـشـق وللـعـاشـقـيـن
فـأنـتِ الـشـعـر
وأنـتِ الـفـن
وأنـتِ الأدب
وأنـتِ الـثـقـافـة
وأنـتِ الـحـضـارة
وأنـتِ الـتـاريـخ الـذى لا يـكـذب
وأنـت رحـيـق الـحـقـيـقـة
وكـل أحـلام الـسـنـيـن
( 12 )
لـو تتـحـدثـيـن ...
لـدقـيـقـة واحـدة ... أو لـدقـيـقـتـيـن
بـلـسـان أنـوثـتـكِ الـمـبـيـن ...
كـل كـلام الـحـكـمـاء نـسـيـتـه
كـل كـلام الـعـقـلاء شـطـبـتـه
ولا يـحـرك عـنـدى طـرفـة عـيـن
ولـم يـبـقـى فـى سـمـعـى
غـيـر كـلام أنـوثـتـكِ
الـتـى لا تـهـدأ ...  ولا تـسـتـكـيـن

امرأه بلا حدود

يـمـر الـعـام .... ويـأتـي الـعـام
وتـبـقـيـن أنـتِ
أهـم امـرأه مـرت
فـي ذاكـرة الأعـوام
امـرأه جـاءت قـبـل حـدود الـوقـت
و قـبـل حـسـاب الأيـام
امـرأه تـسـكـن فـي عـمـق الـوجـد
الـنـابـض بـالأحـلام

( 2 )
يـمـر عـام ... ويـأتـى عـام
وتـبـقـيـن أنـتِ
وجـوداً وأمـل
طـريـقـاً نـابـضـاً
عـمـيـقـاً كـالأزل
شـعـاع مـن نـور
أقـتـحـم حـيـاتـى
فـإرتـجـت أعـمـاق ذاتـي
وتـبـقـيـن أنـتِ
قـطـرة الـضـوء ... الـوحـيـدة
وأمـان للـنـفـس الـشـريـده
ففـي كـل عـام
أرى فـي عـيـونـكِ
فـي صـوتـكِ ...
فـي خـيـالـكِ ...
امـرأه جـديـده
( 3 )

يـمـر عـام ... ويـأتـى عـام
وأنـتِ كـمـا ... أنـتِ
امـرأه
قـادرة عـلـى تـشـكـيـل الـسـنـوات
تـقـود انـقـلابـاً عـلـى الـوقـت
وتـشـعـل الـثـوره
فـي نـظـام الـكـائـنـات
تـمـتـلـك مـفـاتـيـح الـجـنـة
وتـشـكـل عـلـى هـواهـا
كـل اللـغـات
يـمـر عـام ... ويـأتـى عـام
وأنـتِ ... كـمـا أنـتِ
قـادرة دائـمـا
عـلـى فـعـل الـعـجـائـب
قـادرة عـلـى أن تـجـعـل الـبـحـر
يـسـبـح فـوق الـمـراكـب
قـادرة
أن تـوقـف دوران الأرض
وتتـلاعـب بـمـدارات الـكـواكـب
( 4 )

يـا سـيـدتـى
لا تـهـتـمـي بـالـتـاريـخ
لا تـهـتـمـي بـالأيـام
ولا بـتـعـاقـب الأعـوام
فـأنـتِ امـرأه
تـخـرج مـن دائـرة الأزمـان
تـخـرج مـن حـدود الـخـرائـط والـبـلـدان
فـمـنـذ مـلاييـن الأعـوام
وأنـا أبـحـث عـن امـرأه مـثـلـك
فـي كـل حـدود الأرض
فـلا وجـدتـك فـي خـطـوط الـطــول
ولا وجـدتـك فـى خـطـوط الـعـرض
أنـتِ امـرأه
اللامـنـطــق
واللامـعـقـول
صوتك لا معقول
جـنـونـك لا مـعـقـول
تـجـمـع اللـؤلـؤ فـي عـيـنـيـكِ
لا مـعـقـول
يـا مـن تـحـمـل الـزمـن بـيـن يـديـهـا
وتـرمـيـه مـن الـمـجـهـول
إلـى الـمـجـهـول
( 5 )

يـا مـن يـخـتـلـط بـعـيـنـهـا
الـفـيـروز مـع الـمـطـر
وبـيـن يـديـهـا
تـنـام الـشـمـس فـي حـضـن الـقـمـر
وتـعـزف لـكِ الـكـواكـب
كـل يـوم
ويـغـنـي لـهـا الـوتـر
جـدائـل شـعـرك فـي اللـيـل
مـدهـشـة
فـمـاذا سـأفـعـل
يـا قـمـري
لـو نـادانـي الـسـفـر
يـمـر الـعـام ....وربـمـا أعـوام
وتـبـقـيـن أنـتِ
أهـم امـرأه
فـى ذاكـرة الأعـوام

طـريـق اللارجـوع

لا طـريـق مـعـك
إلا طـريـق اللارجـوع
فـلا يـوجـد فـي هـواكِ
مـا يـسـمـى
بـــ طـريـق الـرجـوع
فـقـط
الـذهـاب مـعـك
و نـحـوك
وإلـيـك
هـو ذهـاب دون رجـوع
فـلـم أجـد في هـواكِ
تـذكـرة عـوده
أو تـأشـيـرة
تـحـدد مـيـعـاد الـرجـوع

( 2 )
حـبـيـبـتـى أنـتِ
يـا أغـلـى مـسـتـحـيـل
فـي حـيـاتـى
أنا لا أطـلـب مـنـك شـهـادة تـأمـيـن
ضـد الـمـوت عـشـقـاً
ولا ضـمـان لأشـواقـى الـمـلـتـهـبـة
لأنـهـا سـتـظـل مـلـتـهـبـة
حـتـى بـعـد وفـاتـي
فـالـمـوت حـرقـاً بـهـواكِ
هـو حـلـم أحـلام حـيـاتـى

( 3 )
حـبـيـبـتـى أنـتِ
يـا أغـلـى مـسـتـحـيـل فـي حـيـاتـى
أنـا لا أبـحـث فـى هـواكِ
عـن بـر أمـان و سـلام
فـعـنـدمـا يـعـشـق شـاعـر مـثـلـي
أمـرأة مـثـلك
يـدهـا شـفـافـة كـاللـبـلـور
وجـسـمـهـا مـن لـهـيـب و قـطـن ورخـام
فـعـلـى الـدنـيـا الـسـلام

( 4 )
حـبـيـبـتـى أنتِ
أنـا لا أطـلـب فـي هـواكِ
حـبـوب مـنـومـة لأشـواقـى
فـأنـا رغـم الـنـيـران ... والـجـحـيـم
 والـهـذيـان
فـي أحـسـن حـالاتـى
فـي أسـعـد حـالاتـى
حـبـيـبـتـى أنـتِ
أنـا لـم أطـلـب مـنـكِ
الـطـمـأنـيـنـة
عـلـى مـسـتـقـبـلـي وحـيـاتـي
بـل لا أفـكـر
فـي أى مـسـتـقـبـل آتِ
فـدعـيـنى أركـض مـثـل الـريـاح
وأرسـم وجـهـك الـنـقـي
فـي أعـلـى سـمـاواتـي
ودعـيـنـى أواجـة
 الـمـوت فـي هـواكِ
مـراتُ... ومـراتِ
مـرة مـن لـهـيـب أشـواقـي
ومـرة مـن جـحـيـم أبـيـاتـي
حـبـيـبـتـى أنـتِ
يـا أغـلـى مـسـتـحـيـل فـى حـيـاتـى

خلخة في رأسي

 

_{سـيـدتـى :
أعــتـرف لـكِ أننـي لـم أقـابـل فـي حـيـاتـى امـرأه اسـتـطـاعـت أن تـحـدث شـرخـاً أو إرتـجـاجـاً فـي رأسـي ، أو  خـلـخـلـة فـى إيـقـاع أيـامـي ، وفـي نـظـام الأشـيـاء مـن حـولـي ، وألـغـت حـركـة الـزمـن عـنـدى ... وربـطـتـني  بـزمـانـهـا  هـى
مـثـلمـا فـعـلـتِ أنـت}

الخائفة

فيروز عينيكِ

سيدة السيدات

عاشقة لذاتك

علاقة أشواقنا

زهرة الصبار

لـم أفـقـد الأمـل يـومـاً
فـي أن تـكـونـى حـبـيـبـتـى
فـأنـا مـنـذ طـفـولـتـى
وأنـا أعـشـق
زهـرة الـصـبـار
لـم أفـقـد الأمـل يـومـاً
حـتـى لـو جـاء الـربـيـع بـخـيـلاٍ
وغـدا اللـيـل بـلا نـجـوم
ولا أقـمـار

سـيـأتـى يـومـاً
تـكـونـيـن فـيـة حـبـيـبـتـى
وأطـالـع كـتـاب أنـوثـتـك
شـعـراً ... ونـثـراً
حـرفـاً ... ونـبـضـاً
وأغـفـو بـيـن أحـضـان الــورد
والـجـلـنـار

سـيـأتـى زمـان
تـكـونـيـن فـيـة حـبـيـبـتـى
ونـدخـل فـي حـضـارة الأنـوثـة
ونـكـتـب معاً
قـصـيـدة الأنـوثـة
وأتـعـلـم تـكـون الـسـمـاء أنـثـى
حـيـن تـجـود عـلـيـنـا
بـالـخـيـر والـرزق والأمـطـار

سـيـأتـى زمـان
تـكـونـيـن فـيـة حـبـيـبـتـى
لـن أفـقـد الأمـل
فـأنـا عـاشـق زهـرة الـصـبـار
سـيـأتـى زمـان
تـكـونـيـن فـيـة حـبـيـبـتـى
وأتـعـلـم مـن سـيـرامـيـك يـديـكِ
كـيـف يـكـون الـحـريـر
وكـيـف تـكـون الـحـضـارة
وكـيـف يـكـون الـحـوار

سـيـأتـى أذان
وسـيـشـرق حـبـك
وتـكـونـيـن أنـتِ حـبـيـبـتـى
رغـم زمـان الـقـبح
ورغـم عـصـر الـغـبـار
و سـأتـرك خـلـفـي
حـدود الأرض
وأعـيـش مـعـك
فـي أعـلـى أعـالـي الـبـحـار

سـيـأتـى وقـت
تـتـغـيـر فـيـة
كـل خـرائـط عـمـرى
وكـل مـعـالـم طـقـسـي
ويـخـتـلـط اللـيـل عـنـدى بـالـنـهـار
وتـكـونـيـن حـبـيـبـتـى
أعـلـم أن الـرحـلـة صـعـبـة
وأعـلـم أنـي سـأخـوض
ألـف مـعـركـة
وسـأنـزف كـل مـسـاء
ألـف قـصـيـدة
وأبـكـى فـوق كـل جـدار
وأعـلـم أن الـتـوحـد فـيـكِ
قـد يـكـون جـنـون
وقـد يـكـون إنـتـحـار
أعـلـم أن الـرحـلـة صـعـبـة
ولـكـن الـوصـول إلـيـك
أجـمـل إنـتـصـار
لـن أفـقـد الأمـل يـومـاً
فـي أن تـكـونـى حـبـيـبـتـى
فـأنـا عـاشـق زهـرة الـصـبـار 

ستفقدين جنوني

أخـشـى أن تـفـقـديـن حـنـيـنـى
أو تـفـقـديـن شـيـئـاً
مـن جـنـونـى
و تـفـقـديـن الـسـفـر مـعـى
خـلـف أحـلام الـسـنـيـنِ

 
أخـشـى أن تـفـقـديـن جـنـونـى
و تـفـقـديـن تـدفـق الـبـحـر
فـوق رمـالـكِ
وتـفـقـديـن طـفـلاًً  جـمـيـلاً
كـان يـرقـد كـل مـسـاء
بـغـابـات شـَـعـرك
ويـحـمـل لـكِ
الـف رسـالـة حـب
الـف قـصـيـدة حـب
أخـشـى
أن تـحـرقـيـهـا
وتـحـرقـيـنـى
 

 أخـشـى أن تـفـقـديـن
جـنـون يـديـا
و جـمـرات مـن الـشـعـر
كانت تتردد كل مساء
فـي شـفـتـيـا
و تـدور الأيـام عـلـيـكِ
كـمـا دارت عـلـيـا
وسـتـحـلـمـيـن بـشـاعـر غـيـرى
عـنـيـد الـحـلـم
كـثـيـر الـحـنـيـن
ولـن تـجـديـن

 
أخـشـى أن تـفـقـديـن جـنـونـي
وتـفـقـديـن أحـلامـاً جـمـيـلـة
مـن الـمـسـتـحـيـل أن تـسـتـعـاد
وشـعـراً رقـيـقـاً
مـن الـمـسـتـحـيـل أن يـسـتـعـاد
وقـصـرا جـمـيـلاً
مـن حـلـو الـكـلـمـات والـمـفـردات
وتـفـقـديـن جـمـوح خـيـالـى
وإعـصـار أشـواقـى
و أنـا مـن رسـمـتـك
فـوق أوراق الـورد و الـيـاسـمـيـن

 
أخـشـى أن تـفـقـديـن حـنـيـنـى
وتـصـبـح بـعـدى
أنـوثـك نـثـراً
رقـتـك نـثـراً
زمـانـكِ نـثـراً
بـعـدمـا كـنـتِ
بـمـاء الـشـعـر تـسـبـحـيـن
وسـتـرجـعـيـن إلـى قـصـائـدى
حـرفـاً حـرفـاً
بـيـتـاً بـيـتـاً
وسـطـراً فـسـطـرا
وتـذكـريـن
كـيـف جـعــلـتـك
دون كـل الـنـسـاء
شـهـداً مـصـفـى ...
و شـعـرا
 

 أخـشـى أن تـفـقـديـن جـنـونـي
و تـدخـلـيـن عـصـر الـغـيـاب
عـصـر الـشـتـات
وتـبـكـي عـلـيـكِ
جـمـيـع الـطـيـور
و تـبـكـي عـلـيـكِ
جـمـيـع الـزهـور
وكـل قـصـيـدة شـعـر
وكـل كـتـاب
فـحـذارى
أن تـخـمـديـن نـيـران حـنـيـني
أو تـفـقـديـن شـيـئـاً مـن جـنـونـي 

قبل أن أراكِ

أعـددت لـكِ
كـل شـيـئ
يـا سـيـدة الـسـيـدات
مـن قـبـل أن أراكِ
ومـن قـبـل أن تـدخـلـى حـيـاتـى
فـأحـضـرت لـكِ
قـصـراً جـمـيـلاً مـن الـمـفـردات
وفـضـاء مـلـيـئ
بـحـلـو الـكـلـمـات
وأشـجـاراً مـن الـيـاقـوت
وعـصـافـيـر تـغـرد
شـرقـاً وغـربـاً
وتـأتـي لـكِ
مـن كـل الـجـهـات
 

مـن قـبـل أن أراكِ
ومـن قـبـل أن تـدخـلـى حـيـاتـى
ومـن قـبـل أن أرى
حـقـول الـقـطـن
الـتـى تـكـسـوا يـديـكِ
وأعـددت لـكِ
أنـدر الأسـوار
وأغـرب الـخـواتـم
وكـتـب أسـمـاء الـزهـور عـلـيـهـا
وخـبـأت الـيـاسـمـيـن
ونـشـرت الـعـطـور 
فـي راحـتـيـهـا
وانـتـظـرت سـاعـة وصـول الـحـريـر
فـي يـديـهـا

 

 
مـن قـبـل أن أراكِ
و قـبـل أن تـدخـلـى حـيـاتـى
ألـغـيـت كـل مـا كـتـبـت
ومـزقـت كـل مـا رسـمـت
قـبـل أن أرى عـيـنـاكِ
فـأن حـروفـي أقـل جـمـالاٍ
مـن هـذا الـمـقـام
و أن طـمـوح الـعـبـارة
لا يـلـيـق
بـحـضـور الـحـريـر
وحـضـور الـرخـام

 

 
مـن قـبـل أن أراكِ
ومـن قـبـل أن تـدخـلـى حـيـاتـى
أعـددت لـكِ
مـديـنـة فـي بـلاد الـسـحـر
مـديـنـة لا تـغـيـب عـنـهـا الـشـمـس
حـتـى تـرى وجـة الـقـمـر
ولا يـشـكـو فـيـهـا اللـيـل
مـن الـوحـشـة
وطـول الـسـهـر
عـلـى ضـفـافـهـا يـجـرى
نـهـراً مـن الـثـمـر
وفـي سـمـائـهـا
تـراقـص الـنـجـوم
حـبـات الـمـطـر
مـن قـبـل أن أراكِ
ومـن قـبـل أن تـشـرق
شـمـسـكِ
فـى لـيـل حـيـاتـى
أعـددت لـكِ
مـعـذوفـة جـديـدة
للـدقـائـق والـسـاعـات
وألـغـيـت كـل زمـان قـبـلكِ
وألـغـيـت حـتـى زمـانـى
يـا امـرأة
تـسـكـن مـنـذ ألآف الـسـنـيـن
فـي أعـمـاق وجـدانـي
مـن قـبـل أن أراكِ
وأنـت داخـل تـفـاصـيـل حـيـاتـى
داخـل لـغـتـى
وكـلامـى وأشـاراتـى
فـأنـت الـشـعـر
وأنـت الـفـن
وأنـت الـثـقـافـة
و فـي أعـمـاقـى
أعـلـنـتِ لـعـيـنـكِ
 قـيـام دولـة الـخـلافـة

 

مـن قـبـل أن أراكِ
ومـن قـبـل أن تـدخـلـى حـيـاتـى
هـل كـانـت لـى حـيـاة
لا أتـذكـر
فـلا أرضـاً ولا بـشـر
لا أدبـاً ولا شـعـر
ولا زرعـاً ولا زهـراً
ولا مـطـر
مـن قـبـل أن أراكِ
ومـن قـبـل أن تـدخـلـى حـيـاتـى
مـا كـنـتِ أشـعـر
بـأى مـعـنـى لـحـيـاتـى

قـرار

سـيـدتـى
لـقـد أتـخـذت قـراراً
- وأرجـوا أن تـسـاعـديـنـى عـلـيـة -
لـقـد قـررت أن أعـمـل عـاشـقـاً
متـغـرغـاً فـي بـلاطـكِ
يـا ربـة الـفـتـنـة والـجـمـال
وعـن هـذا الـقـرار
أبـداً
لـن أتـنـازل  

طـيـفـكِ

عـلـى شـاطـئ الـنـيـل الـقـديـم ... و كـمـا فـي الـقـصـص الـقـديـمـة أجـلـس أنـا وحـيـداً إلا مـن فـنـجـان قـهـوتـي ونـيـران سـجـائـري
..... وأنـتِ
.... لا أعـنـي طـيـفـكِ ... و عـطـركِ ... ووجـهـكِ الـذى إلـتـصـق بـوجـهـي ....
مـلامـحـك فـي عـيـنـى ،  وعـطـركِ فـي صـدري ... وبـقـايـا شـهـد عـذابـكِ عـلـى فـمـي
أنـظـر فـي الـمـيـاة الـغـامـضـة أمـامـي ، أغـرق وجـهـى فـيـهـا ...
لا أقـصـد أغـرق وجـهـيـنـا مـعـاً فـيـهـا حـتـى يـنـفـصـل وجـهـكِ عـن وجـهـى
يـسـقـط وجـهـى مـنـى فـى الـمـاء ... ولا يـبـقـى سـوى وجـهـك أنـتِ
مـلامـحـك فـي عـيـنـى ، وعـطـركِ فـي صـدري ... وبـقـايـا شـهـد عـذابـكِ عـلـى فـمـي

لا تـقــال

لا تـسـألـيـنـي مـاذا أفـعـل
في حـضـرة الأنـوثـة
و الـفـتـنـة والـجـمـال
لـيـس لـدى جـواب لـكِ
وأنـا فـي ذهـنـي
ألـف سـؤال ... وسـؤال
فـأهـم مـا فـي أنـوثـتـك
أنـهـا فـوق الـصـمـت
وفـوق الـكـلام
وفـوق الـجـواب
 وفـوق الـسـؤال
فـوق الـعـقـل ...
وفـوق الـمـنـطـق
وفـوق الـحـقـيـقـة
وفـوق الـخـيـال
أنـوثـتـك يـا سـيـدتـى
لـيـسـت قـولاً مـن الأقـوال
أنـوثـتـك شـيـئـاً لا يـقـال 

جـدائـل شَـعـرك

أخـتـلـف الـنـاس
حـول جـدائـل شَـعـرك يـا حـبـيـبـتى
فـقـيـل أنـة غـطـاء مـن اللـيـل
فـوق عـريـشـة عـنـب
وقـيـل أنـة سـنـابـل مـن الـحـريـر
تـكـسـو أعـواد مـن الـقـصـب
وقـيـل أنـة سـبـيـكـة فـحـم
لـم يـمـسـهـا اللـهـب
ولـكـنـى أقـول يـا حـبـيـبـتـى
أنـة سـيـمـفـونـيـة عـشـق
وقـصـيـدة حـب
كـتـبـت بـمـاء الـدهـب

تـدويـن

لـم أخـفـي عـلـيـكِ شـيـئـاً
فـعـمـري عـلـى الأوراق مـكـتـوب
و لـيـس صـعـبـاً أن تـقـرأيـه ...
أنـا بـالـشـعـر أدون عـمـري
و أبـدأ مـن الـيـوم الـذى عـشـقـتـكِ فـيـه 

 

بــرق

لـن أقـول لـكِ الآن
" أحـبـك "
فـالـبـرق لا يـتـكـرر مـرتـيـن
فـالـقـصـيـدة بــرق
و الأنـوثــة بــرق
و الـنـشوة بــرق
و الـبـروق الـجـمـيـلـة
لا تتـكـرر مـرتـيـن

علامات الجنون

يـا مـن تتـسـلل حـافـيـة
لـتـجـلـس فـوق أوراقـي
و تـلـعـب بـحـروفي
تـأخـذ مـنـهـا
 الـفـتـحـة والـضـمـة
و تتـرك لـى الـكـسـرة والـسـكـون
وتـذهـب
لـتـجـلـس بـيـن أهـدابـي
تـغـنـي ... وتـرقـص
عـلـى أنـغـام وجـعـي
وتـذهـب
و تتـرك لـي .. عـلامـات الـجـنـون

لــ أنـوثـتـك ...

لــ أنـوثـتـك ...
يـصـيـح الـديـك عـنـد الـفـجـر
لـيـعـلـن بـزوغ ... يـومـاً جـديـداً
لــ أنـوثـتـك ...
يـغـيـر الـقـمـر شـكـلـة
لـيـعـلـن قـدوم ... شـهـراً جـديـداً
لــ أنـوثـتـك ...
تـدق الأجـراس
- فـي مـنـتـصـف اللـيـل -
لـتـعـلـن مـيـلاد ... عـامـاً جـديـداً 

مـديـنـة مـن الـنـسـاء

دعـيـنـي أكـتـبـك ... كـمـا أشـاء
دعـيـنـي أعـيـد صـيـاغـتـك
كـمـا أشـاء
فـكـل مـن حـاول الـكـتـابـة عـنـكِ قـبـلـي
يـجـهـل أصـول
عـلـم الـنـسـاء
وكـل مـن حـاول
قـرآءة مـدارات عـيـنـيـكِ
يـجـهـل مـبـادئ عـلـم الـفـضـاء
وكـل مـن حـاول
الـوصـول إلـى شـفـتـيـكِ
يـجـهـل كـيـف تـكـون الـحـيـاة
فـوق خـط الإسـتـواء

( 2 )
دعـيـنـي أجـعـل
كـل مـا فـيـكِ
يـتـحـرك
هـضـابـكِ تتـحـرك
بـحـاركِ تتـمـوج
شـلالات الـعـبـيـر
- بـيـن يـديـكِ -
تتـكـلـم
وتتـعـلـم فـنـون الإصـغـاء
يـا امـرأه
إن الأنـوثة فـن
كـالـمـوسـيـقـى ... والشـعـر
والـغـنـاء
فـتـعـلـمـي عـلـى يـدى
شـيـئـاً مـن كـل الأشـيـاء
شـيـئـاً مـن الـنـغـم
شـيـئـاً مـن الـشـعـر
شـيـئـاً مـن الـتـراتـيـل
شـيـئـاً مـن الـتـرانـيـم
شـيـئـاً مـن الـدعـاء
فـدعـيـنـي أكـتـب مـا أريـد
مـن حـروف وأسـمـاء
دعـيـنـي أجـعـل الـبـحـر فـي عـيـنـيـكِ
يـسـبـح فـوق الـسـمـاء
وعـصـافـيـركِ تـغـاذل الأسـمـاك الـمـلـونـة
تـحـت الـمـاء

( 3 )
يـا امـرأة
دعـيـنـي أكـشـف الـغـطـاء
عـن مـنـاجـم أنـوثـتـكِ
وأفـك رمـوز أحـجـارك الـكـريـمـة
ومـخـطـوطـات أهـرامـاتـكِ
وقـبـابـكِ
وأقـرأ عـنـد قـدمـيـكِ
تـاريـخ الـحـنـاء
دعـيـنـى أحـدد الـطـريـق
وأرسـم مـعـالـم
حـقـول الـقـطـن
فـوق جـسـدك
وروافـد الأنـهـار
فـي أعـمـاقـك
وأمـطـارك
وأدلـك عـلـى الـهـضـاب
الـتـى يـتـسـلـق عـلـيـهـا
يـاسـمـيـنـك
وأمـواجـكِ الـتـى يـتـنـشـر فـيـهـا
قـطـع الـمـرجـان
والـمـرمـر
واللـؤلـؤ
بـغـيـر إنـتـهـاء
فـكـل مـن حـاول
السـبـاحـة فـي مـيـاهـكِ قـبـلـي
يـجـهـل طـبـيـعـة الـحـيـاة
تـحـت الـمـاء

( 4 )
دعـيـنـي أعـلـمـك شـيـئـاً
مـن الأشـيـاء
عـن أسـمـاء نـبـاتـاتـكِ
وإرتـفـاع سـنـابـلـكِ
و عـمـق أنـهـاركِ
ورائـحـة أزهـاركِ
ومـواسـم الـنـعـاع فـي عـيـنـيـكِ
وكـيـف يـنـمـو الـخـوخ
فـوق خـديـكِ
ومـواعـيـد رحـلـة الـصـيـف
فـي أيـامـكِ
ورحـلـة الـشـتـاء

( 5 )
دعـيـنـي أعـلـمـك شـيـئـاً
مـن الأشـيـاء
عـن مـعـجـون الـسـكـر
فـوق شـفـتـيـكِ
وكـيـف أمـتـزج الـعـسـل الأبـيـض
بـحـلـيـب الـنـجـوم
والـعـصـافـيـر
بـمـحـيـط نـهـديـكِ
ورائـحـة الـقـرنـفـل
- الـتـى تـفـوح كـل مـسـاء -
مـن أرنـبـة أذنـيـكِ
فـكـل مـن حـاول
أكـتـشـاف رائـحـتـكِ قـبـلـي
يـجـهـل مـاذا تـعـنـى
رائـحـة الـنـسـاء

( 6 )
دعـيـنـي أقـرأ عـلـيـكِ
شــيـئـاً مـن الأشـيـاء
شـيـئـاً عـن الـعـطـر
شـيـئـاً عـن الـمـطـر
شـيـئـاً عـن الـفـل الأبـيـض
شـيـئـاً عـن الـقـبـل
فـكـلـهـا مـفـردات
لـكـتـاب أنـوثـتـكِ
ومـسـمـيـات فـي عـلـم الـنـسـاء
دعـيـنـى أعـلـمـك
شـيـئـاً عــن صـوت الـرغـبـة
وهـمـس الـحـيـاء
فـلـم يـعـد مـقـبـولاً
أن تـظـلـي
حـكـمـة مـأثـورة
أو سـمـكـة زيـنـة
أو ثـوب مـعـلـق
عـلـى  حـوائـط
مـتـاحـف الأصـول الـشـعـبـيـة
والـتـقـالـيـد
بـأسـم الأدب والـديـن والـحـيـاء

( 7 )
دعـيـنـي أقـرأ عـلـيـكِ
شـيـئـاً مـن الأشـيـاء
عـن لـغـة جـسـمـكِ الـفـريـدة
عـن حـروفـهـا الـتـى تتـغـيـر كـل يـوم
وطـرق  أعـرابـهـا
وقـواعـدهـا
ومـا هـو الـممـنـوع
فـيـهـا مـن الـصـرف
وأحـرف الـجـر والـمـد والـشـد
وكـيـف تـكـون تـاء الـتـأنـيـث عـنـدك
أول حــروف الـهـجـاء
فـكـل مـن حـاول
الـكـتـابـة عـنـكِ قـبـلـي
لـم يـتـعـلـم بـعـد
حـروف الـهـجـاء

( 8 )
دعـيـنـي أعـلـمـك شـيـئـاً
مـن الأشـيـاء
عـن نـسـيـج جـسـمـك
الـمـكـتـظ بـالـفـتـنـة وبـالـحـريـر
والـكـبـريـاء
دعـيـنـى أطـرزك طـرزاً جـديـداً
بـخـيـوط كـلـمـاتـى
وشـبـاك قـبـلاتـي
مـن أعـلـى جـدائـل شـَـعرك
حـتـى أخـمـس الأصـابـع
مـن ضـيـاء الـقـمـر
فـوق جـبـيـنـكِ
حـتـى قـطـبـكِ الـجـنـوبـي
مـن هـضـابـك الـشـمـالـيـة
إلـى أقـالـيـمـك الإسـتـوائـيـة
مـن شـامـاتـكِ الـمـقـوشـه
بـطـريـقـة صـيـنـيـة فـوق جـسـمـكِ
إلـى نـهـديك الـمـتـعـالـى بـالـعـظـمـة
والـفـجـور والـكـبـريــاء

( 9 )
دعـيـنـي أقـرأ عـلـيـكِ
شـيـئـاً مـن الأشـيـاء
عـن مـوسـيـقـى الـمـيـاة الـجـوفـيـة
تـحـت جـلـدكِ
وأمـواج الـفـيـروز فـي عـيـنـيـكِ
ويـنـابـيـعـكِ
وإرتـفـاع سـنـابـلـكِ
وحـريـة سـفـنـكِ
ولـبـيـرالـيـة الـحـمـام
الـذي يـسـكـن راحـتـيـكِ
دعـيـنـى أقـرأ عـلـيـكِ
فـصـلاً جـديـداِ
مـن كـتـاب الـعـشـق
أو سـطـر جـديـدا
مـن كـتـاب " طـوق الـحـمـامـة "
أو بـيـتـاً مـن شـعـر " أبـو نـواس "
أو أول آيـات ســفـر الـتـكـويـن
أو بـعـض مـا جـاء
فـي نـشـيـد الإنـشـاد
لا أدري لـمـاذ أتـذكـر الآن
أجـراس الـكـنـائـس فـي صـوتـك
ولـهـيـب الـشـمـوع فـي شـفـتـكِ
وتـسـابـيـح الـعـزراء
فـكـل مـن حـاول
الـصـلاة مـن أجـلـك قـبـلـي
يـجـهـل حـقـيـقـة
تـسـابـيـح الـعـزراء

( 10 )
دعـيـنـى أكـتـبـك بـطـريـقـتـى
لـتـكـونـي امـرأه جـديـده
بـمـواصـفـات غـريـبـة
وخـطـوط هـنـدسـيـة فـريـده
بـأشـكـال ومـربـعـات ودوائـر
لـم تـخـطـر يـومـاً
فـي بــالــكِ
وقـتـهــا
تـكـون أنـوثـتـك فـي أبـهـي لـحـظـاتـهـا
وشـاعـريـتـى فـي قـمـة ذروتـهـا
ورجـولـتـى فـي أقـصـى رجـولـتـهـا
وقـتـهـا
لـن تـكـونـي امـرأه عـاديـة
بـل حـوريـة
 عـلـى شـكـل امـرأه
مـلاك مــن نـور
فـي صـورة امـرأة
قـصـيـدة مـن الـشـعـر
بـجـسـد امـرأة
لـهـب مـتـطـايـر
بـوجـة امـرأة
وقـتـهــا
 لـن تـكـونـي امـرأة عـاديـة
بـل مـديـنـة مـن الـنـسـاء
فـكـل مـن حـاول الـكـتـابـة عـنـكِ قـبـلـي
يـا سـيـدتـى
لا يـمـتـلـك مـفـاتـيـح
مـديـنـة الـنـسـاء